يحكي أن حمار كان يظن نفسه ذكيا. وكان صاحبه يربطه كل يوم إلى عربة محملة بالبضائع وكانت المسافة التي يقطعها هي نفسها دائما.و ما دامت المسافة لا تتغير فان صاحب العربة تعود على النوم أثناء الرحلة بينما كان الحمار, الذي يعرف الطريق جيدا, يقطعها دون صعوبة.و ذات يوم سقط الرجل مريضا فجازف بإرسال الحمار وحده بالحمولة,و عند رجوعه كافاه بخصه مضاعفة من الشعير.
و منذ ذلك اليوم, صار الحمار يقطع المسافة بانتظام مهما كانت حالة الطقس, الشيء الذي جعل صاحبه راضيا عنه.
و ذات صباح, عندما كان الحمار يسير على الضفة فكر في آن يختصر الطريق و يعبر النهر قبل وصوله إلى المعبر. فانحدر من الجرف وعبر النهر من مكان عميق المياه, فوجد نفسه مضطرا إلى العوم وسط التيار, و من حسن حضه انه كان ينقل الملح الذي ذاب فخف الحمل, ولم يجد صعوبة في اجتياز النهر, فحدت نفسه و هو فرح.
- كم أنا ذكي لقد وجد تطريقا مختصرا ؟
و في اليوم التالي كانت العربة محملة بالإسفنج وسار الحمار في الطريق المعتاد, و عندما وصل إلى النهر قرر آن يختصر الطريف كما فعل سابقا, لكن الإسفنج تشبع بالماء فزاد ثقل الحمولة, ولم يتمكن الحمار العوم في التيار...
وهكذا غرق في التيار بعد أن ظن نفسه ذكيا.